برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى

الرباط 30-04-2009

توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأولى للمجلس العلمي الأعلى لسنة 2009، أمس الأربعاء بالرباط

وأعرب السيد يسف في هذه البرقية، أصالة عن نفسه ونيابة عن العلماء أعضاء المجلس العلمي الأعلى، لجلالة الملك عن سعادتهم واعتزازهم بما يوليه جلالته للعلم وأهله من ضروب التعظيم وكريم الرعاية
وجدد السيد يسف لجلالة الملك آيات المحبة وفروض الطاعة التي أوجبها الله على المؤمنين عامة والعلماء منهم خاصة، امتثالا لواجب التبليغ والبيان الذي افترضه عليهم، وفي مكان الصدارة منه واجب طاعة المؤمنين أولياء أمورهم الذين قلدهم الله تدبير شؤنهم مصداقا لقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكموجاء في هذه البرقية، "إن من فضل الله ونعمه على هذه الأمة المغربية أن كتب لها هذا العهد المبارك الميمون عهدكم الزاهر، الذي أتاح لها العدل والرخاء والازدهار، وأشاع فيها الأمن والطمأنينة والاستقرار فانطلقت أعنة الحريات، وانفتحت أبواب الإبداع والابتكار في جميع المجالات، وفي صدارتها، مجال الشأن الديني الذي يدين لجلالتكم بفضل توسيع دائرة مؤسساته داخل المغرب وخارجه وحيثما توجهت وأنى ارتحلت، وها هي اليوم، بعد هذا التوسيع والتعميم، تتأهب للاضطلاع بمهام تفعيل ميثاق العلماء الذي سيمكن من إعادة الإشعاع والحيوية للمنابر التي تعد بالآلاف، وذلك بتأهيل خطبائها، وتكوين أئمتها ليتولوا أداء مهامهم في التربية والتنوير، والإصلاح والتبصير بكل ما يلزم من الكفاءة والاقتدار
وأضاف السيد يسف أن الله وفق أمير المؤمنين في تجديد شباب هذا الدين بما أولاه جلالته وأهله من صنوف الرعاية والعناية بما لا يحيط به عد ولا حصر، "فقناة محمد السادس للقرآن الكريم وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ينبعث منهما نداء آيات الله البينات ونوره الوهاج، آناء الليل وأطراف النهار، ومآذن المساجد ومنابرها يعلو فيها نشيد الله أكبر في كل وقت وحين، وحفاظ القرآن المجيد، ورواة الحديث الشريف، وطلاب العلوم الشرعية تنطلق ألسنتهم بحمد الله وشكره على ما ادخره لكم من مكرمة إحياء ما درس من علوم الشرع ومناهجه، وفيهم رواد دار الحديث الحسنية التي هي ثمرة من غرس والدكم المقدس الحسن الثاني -أسكنه الله فسيح الجنان
وأبرز السيد يسف أن هؤلاء "يعتزون بما حظيت به مؤسستهم من تطوير، وانفتاح على اللغات قديمها وحديثها، واحتكاك بالمعارف الحديثة مع التشبث بالعلوم الأصيلة مما يؤهلهم للإمامة والريادة، والجمع بين أصالة العلوم الشرعية ومبتكرات الثقافة الكونية، وأنتم تعرفون - يا مولاي - ما كان للعلوم الشرعية من مكانة في تاريخنا وحضارتنا، وما أصابها من ضعف ووهن، فهيأكم الله لها تجددون لها شبابها، وتعالجون أدواءها، وتشفونها من أسقامها، وتعيدون لها سيرتها الأولى في الدفاع عن وحدة الأمة وصيانة عقيدتها، وتعزيز أمنها، لتقف سدا منيعا أمام الغزو الفكري الذي يستهدف الملة والمذهب والعقيدة والدين
وقال الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى إن سلف علماء المغرب عاشوا حياتهم أوفياء لثوابت الأمة وساهموا في الحفاظ على الاختيارات التي حمت وطنهم من شر الفرقة والفتنة وضمنت له الوحدة والكرامة والعزة تحت ظل إمارة المؤمنين، مؤكدا تمسك علماء اليوم بالذي استمسك به أوائلهم من الالتزام بهذه الاختيارات والمنافحة عنها، والتمكين لها في قلوب شباب الأمة وعقولهم، بعيدا عن التعصب والرفض والانغلاق، في تعلق كبير بحب رسول الله وحب آل بيته الأطهار وحب صحابته الأخيار وشدد على أن أمير المؤمنين بما حققه ويحققه جلالته لهذه الأمة من سعادة في دينها ودنياها، يقدم نموذجا حضاريا "يذكرنا بما كان لأوائلنا من اهتمام كبير يجمع بين الدين والدنيا وبين الروح والعقل والجسد، وهو نموذج حقيق به أن يكون قدوة ومثلا للآخرين
وخلصت البرقية إلى أن "العلماء إذ يحمدون الله العلي القدير الذي أرشدكم ووفقكم وهداكم إلى هذه المكرمات، ليتوجهون إليه بالدعاء أن يجزيكم عن شعبكم وأمتكم الجزاء الأوفى، كفاء ما بذلتم من جهد، وما حققتم من مشاريع البر والخير، وأن يديم عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يمتعكم دوما بمحبة شعبكم وولائه، وأن يوفقكم إلى المزيد من المكارم، وأن يقر عينكم بولي عهدكم الأمير الجليل المولى الحسن، ويشد أزركم بشقيقكم الرشيد المولى الرشيد، وأن يحفظكم في سائر آل بيتكم المكرمين